الدولة الموحدية بين التوحيد والجهاد( المرابطين )
مقدمة اجتمعت القبائل الصنهاجية المستقرةبالصحراء الغربية حول عبد الله بن ياسين المصلح الديني (11 م - 5 ه ) واتجهت الدولة المرابطية في عهد يوسف بن تاسفين للجهاد و التوحيد جنوبا وشمالا و تشكلت في عهده الاسس المادية للدولة و عملو على نشر الاسلام السني الملكي حتى اعماق الصحراء و بلاد السودان و ربطها بالمغرب الاقصى و بالاندلس في اطار وحدة دينية و سياسية و اقتصادية – تخلى خلفاء يوسف بن تشافين تدريجيا عن الاسس السياسية و المدهبية التي قامت عليها الدولة و تعرضت للانتكاسة عسكرية بالاندلس فانزلقت دولتهم
1نشاة الحركة المرابطية
1تكتلت القبائل الصنهاجية الصحراوية حول حركة المرابطية بقيادة عبد الله بن ياسين
انطلقت الحركة المرابطية من داخل منطقة شنقيط الصحراء الغربية (5ه, 11م ) مستندة على القبائل (جدالة –لمتونة – لمطة ) اهم فروع مجموعة صنهاجة الامازيغية بالصحراء الغربية و بحكم دورها التجاري التي وفر لها مؤهلات حربية و تموضعها داخل الصحراء الغربية للربط بين شمال افريقيا و بلاد السودان و كانت على علم بالظروف السياسية و الاقتصادية التي يمر منها وقنئد كل من المغرب الاقصى المجزء الى امارات محلية و بلاد السودان الذي تتعرض فيه مملكة غانا للتقلص و الضعف – فاختار زعيم قبيلة جدالة يحي بن ابراهيم بمساعدة من العلامة عمران الفاسي عبد الله بن ياسين الجزولي الذي ينتمي الى قبيلة جزولة احد فروع صنهاجة فانتقل الى جزيرة ببلاد شنقيط حبث اسسس رباطا يفقهم في الدين و يعلمهم حمل السلاح و خوض المعارك و سمي عبد الله بن ياسين انصاره بالمرابطين و شبه عمله هذا بالهجرة الى يثرب ثم تحالف مع قبيلة لمتونة( يحي بن عمر اللمتوني ) و انتقلت دعوته الاصلاحية الى حركة دينية و سياسية
2 قام المرابطون ايام عبد الله بن ياسين بالجهاد ضد مملكة غانا الوتنية و توحيد جنوب المغرب الاقصى
ا) الجهاد ضد مملكةغانا : شرع الحلف الصنهاجي بقيادة عبد الله بن ياسين في نشر الاسلام بين القبائل الزينجية المستقرة على ضفاف السنغال و الجهاد ضد مملكة غانا الوتنية – فتوغلت القوة المرابطية داخل غانا سنة 1055 م -445 ) خاصة بين القبائل الطوكورو و اصبحت حليفة للمرابطين
ب )توحيد المغرب الاقصى في الشمال دخلت القوة المرابطية مدينة سجلماسة سنة 1057 م 447 ه) و اخضعت القبائل خزرون لحكمها ووضع حد لامارتها و احتواء منطقة سوس الغنية بالصناعة ثم الاتجاه الى ما وراء الاطلس الكبير فتم اخصاع غمات وو ضع حد لحكم مغراوة و السيطرة على تجارة الصحراوية وواصلت الدولة المرابطية توسعها نحو الشمال فاصطدمت بامارة برغواطة فاصيب عبد الله بن ياسين في احدى المعارك فلما احس باقتراب اجله خلفه ابو بكر اللمتوني الا انه ما لبت ان تنازل لابن عمه يوسف بن تاشافين عن المغرب الاقصى و عاد الى الصحراء ليضمن خضوع القبائل الصحراوية و يقوم باخماد التوارات القبائل الزينجية
2 الدولة المرابطية بين التوحيد و الجهاد في عهد يوسف بن تاشفين
1 اتم يوسف بن تاشفين توحيد المغرب الاقصى و ققسما من المغرب الاوسط تحت السلطة المرابطية
كان يوسف ابن تاشفين حازما في تسير شؤونه اتخد مراكش عاصمة لحكمه بعدما كان سلفه ابو بكر اللمتوني قد اسسسها سنة 1070 م 462 ه ) فبنى دار لاقامته و مسجدا للصلاة و قصبة بجبال الاطلس و جلب المياه اليها بواسطة الخطارات من سفوح الاطلس وتم استصلاح الاراضي لزواعتها لتوفير الغداء للساكنة –ووجه حملته العسكرية باتجاه الشمال و الشرق فدخل فاس سنة 1069 م و 462 ه ) وقضى على حكم مغراوة بها ثم ضم على التوالي تازة –ووجدة و تلمسان ووهران و بلغت جيوشه مدينة الجزائر بالمغرب الاوسط سنة 1082 م 475 ه ) فامدت اراضي الدولة المرابطية من البحر المتوسط شمالا حتى ضفاف السينغال جنوبا
2 تجند يوسف بن تاشفين للجهادبالاندلس و ضمها للدولة
كانت سلطة الدولة الاموية بالاندلس قد اضمحلت مند القرن 5ه و 11 م فتفككت الدولة الى امارات اطلق عليه اسم ملوك الطوائف فسهلت هذه الوضعية على تدخل الممالك الايبرية المسيحية (قستالة و اركون و كطلانيا ) فاحتلت ملك قشتالة مدينة طليطلة سنة 1085م 478 ه ) فاستنجد ملوك الطوائف بيوسف ابن تاشفين الذي استفتى الفقهاء فامروه بالجهاد فاجتاز مضيق جبل طارق فانضمت له قوة من الممالك الطوائف من اشبيلية و غرناطة و ملقة و المرية فاصطدمتالقوتين بمدينة بداخوص في معركة الزلاقة سنة 479 ه 1086 م) فانتصر يوسف بنتاشافين فسمي امير المسلمين و ناصر الدين دون ان يدعي بالخلافة لنفسه و احتفض بعلاقات ودية مع العباسين في الشرق فعاد المسيحيون مرة اخرى فرد عليهم يوسف لكن يخضع مدينة اليدو بسبب خيانة ملوك الطوائف المتحالفة مع المسيحين و للمرة الثالثة للقضاء على ملوك الطوائف نفى المعتمد بن عباد الى غمات بالمغرب الاقصى فوجد جل بلاد الاندلس تحت سلطته
3 عمل يوسف بن تاشفين على نشر المذهب الماكي عبر امبراطوريته
صار المذهب المالكي الاساس العقائدي للدولة المرابطية و محاربة المداهب الاخرى كالشيعة و الخوارج و البرغواطين – و اصلاح النضام الضريبي مبني على الشرع فالغيت ايه اتاوة خارج مايحدده الشرع فكان اهم ما خلفوه مسجد تلمسان الذي كان مركز الاشعاع في المغرب الاوسط الى جانت القروين بفاس
3انحلال السلطة المرابطية بعد وفاة يوسف بن تاشفين
1 تعرضت الاسس التي قامت عليها الدولة الى الانحلال
اكالت الممالك المسيحية للقيام بحركة الاسترداد (حركة التي قام بها الممالك الايبرية المسيحية مند تدهور الكم الاموي بالاندلس و استمرت طويلة و كان هدفها طرد المسلمين من الاندلس ) للاندلس مما ادى الى اضعاف موارد الدولة مما ادى الى فرض ضرائب غير شرعية على سكان مثل القابلات ( التي تقتطع من مدخلات الانشطة الفلاحية و الصناعية و و تزايدت بشكل تدريجي بعد وفاة يوسف ) ثم فرض ضريبة التعتيب التي يخص لترميم مدن الاندلس بفعل الغزواة التي قامت بها القوة المسيحية و تكلفت فرق مسيحية بجمع هذه الضرائب التي كانت من المرتزقة ووفرت لهم الدولة المرابطية الحماية بالاضافة الى اخدهم نصيبا من هذه الضرائب فكانو يرفعون من قيمتها ليوفرو لانفسهم اكبر قدر من المداخيل و بذلك ضهرت حركة مناهضة معارضة للسلطة المرابطية سواء بالاندلس او بالمغرب الاقصى و الاوسط فكانت الدولة تقوم باخمادها بالقوة بمساعدت الفرق المسيحية و هذا ما جعل الدولة تفقد مصداقيها السياسية
2 عراقل الفقهاء المرابطون كل حركة لتجديد علوم الدين و اتجهو لتدعيم امتيازاتهم المادية و السياسية
شكل الفقهاء شريحة كبيرة داخل المخزن المغربي المرابطي و مارسو العمل في ميادين الدينية و السياسية و المالية و الثقافية و القضائية حتى صار و يصدرون احكتم غير شرعية و تخلو عن التعمق في اصول الدين و لمس الناس هذا العجز عند الفقهاء وتم التخلي عنهم و كان العلامة المشرقي ابو حامد الغزالي الذي بين بان العلم ليس جرفة او مهنة تعود على صاحبا بالربح السريع
خاتمة كانت فترة يوسف بن تاشفين من ابرز الفترات التي عرفها الغرب الاسلامي سواء من حيث السياسي او الجهاد الا ان تصرفات خلفائه جعلت الدولة تفقد شرعيتها فوجدت الدعوة الموحدية اراضي خصبة و ملائمة للتنديد بالتجاوزات المرابطية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق