الدولة العباسية
عملت الدولة الاسلامية القائمة ببلاد المشرق في عهد الرسول ص و الخلفاء الراشيدون و الدولتان الاموية والعباسية على وضع تنطيمات ادارية مركزية و محلية و تطوير اساليب الجهاد و العمل العسكري و ذلك خدمة لمصاح الامة و لحماية دار الاسلام والقيام بالجهاد لنشر الدين الحنيف
وهكذا تم تنظيم المجتمع الاسلامي مما هياها للوصول الى مرحلة الازدهار و تشكيل الدولة الاسلامية الكبرى التي كانت اكتر دولة عرفها العالم خلال العصر الوسيط
عرف اقتصاد الدولة الاسلامية خلال عصر الوسيط المبكر نموا كبيرا فكان لتنظيم الحركة التجارية و توسيعها و تكاثر مواردها اثر كبير اثر كبير على نمو الحرف بالمدن و الزراهة بالارياف
وتميز المجتمع باختلاف طبيعة تكوينه و تنوع عناصره في تطوير الاوضاع و خلق مجتمع متوازن يسوده التعايش و روح التسامح
ساعد تعدد الطرق و نمو الحواضر و تنضيم اساليب التعامل على توسيع حركة التجارة الاسلامية :
شجعت الدولة الاسلامية حركة التجارة بتشيد الطرق و الجسور و عملت على حماية القوافل التجارية و تامين السفن التجارية من القرصنة و راقبت المكاييل و الموازين
وسلك التجار في نقل بضائعهم الطرق البرية و البحرية و النهرية مستخدمين قوافل الجمال و القوارب و السفن و عرفو كيف يستعملون الحمام الزاجل لنقل الرسائل و الصكوك { وثيقة عدلية يعرف فيها المدين للدائن بالمبلغ المتبقي في ذمته وهي احى وسائل التعامل التجاري } و استخدمو البوصلة و الاصطرلاب { جهاز يستعمل لمهرفة خط العرض تبعا لارتفاع الشمس نهارا و ارتفاع النجوم ليلا } واهتدو بها في الابحار ليلا – و تمكنو من الهيمنة على تجارة العالم في العصر الوسيط
وكانت المراكز تتوفر على نقابة مسؤولة عن التعاملات التجارية تجمع اصحاب الحرفة و تجار الصنف الواحد في سوق خاص و تنتخب رئيسا لها و اقيمت في كل مركز مءسسات تجارية تضم محطات لاستقبال التجار الاجانب و نمو المعاملات المالية و كانت الثقة اساس التعامل بين التجار الذين كان لهم وكلاء في اهم المدن التجارية يخبرونهم بحال السوق و يقرضونهم المال و تم التعامل خارج البلاد الاسلامية بالسفتجة هي مراسلة تتم بين تاجرين متعارفين يطلب فيها التاجر الاول من التاجر الثاث ان يؤدي للتاجر التاني مبلغا من المال يكون دينا على التاجر الاول
ادى توسيع التجارة و تنوع الموارد الاولية الى تنشيط حركة الصناعة :
ساعد تكاثر السكان الى تنشيط الحرف و الصناعات المختلفة 256 صنعة كما استفادت من المواد الاولية المتوفرة كقصب السكر و القطن و الكتان و الاوهار و تنوعت الثروات المعدنية و تميز كل بلد اسلامي بتخصص معين في الصناعة الجدول ص80
و اشتهر المسلمون بصناعة الزجاج و اشتهر بصفائه و ابتكرو البلور و صنعو الانابيب التقطير الكيميائي – وطوروا صناعة الورق الماخود من الصين فصنعو من الورق المعروف{ الكاغد } احجاما صغيرة تسمى{ القرطاس }و ابتكرو زرق يصنع من النسيج و ثم يبطن بالشمع ليصير قويا عرف باسم { الرق }و ادت هذه الصناعة الى رواج تجارة الكتب في العالم الاسلامي و يسرت انتشار العلم
وادى تعرف المسلمين على طرق صهر المعادن الى صياغة ادوات معدنية دقيقة خاصة منها ادوات الجراحة حيث اخترعوا كثر من 280 الة جراحية
و كان اهتمام المسلمين بحركة الكواكب و الافلاك الدافع لتطيوير صناعة الالات الفلكية كالات الرصد و الجداول و الاصطرلاب
وخضعت المهن لتنضيمات محددة يشرف عليها نقابة لتحدبد مستوى الاتقان ة لاتسم حلاي فرد بممارسة الصنعة اللا بعد التاكد من اتقانه للصنعة و وضع جهاز اداي لمراقبة الصناع يسمى العريف
اولت الدولة الاسلامية عنايتها بالزراعة التي كان يشكل خراجها موردا رئيسيا لبيت المال وتم اقتتطاع اراصي{ القطائع} اطلق على الاراضي المفتوحة في العراق و الشام و التي كانت ملكا للاسرة البيزانطية و الفارسية الحاكمة و لحكماء الدولة و المعابد و تم اقتتطاعها للاسرة العربية شريطة زراعتها او غرسها و حدث في العصر العباسي تطور في الميدان الزراعي باستبدال نظام المحاسبة { نظام جبائي تدفع على اساسه ضريبة نقدية حسب مساحة الارض الصالحة للزراعة – نظام المقاسمة { نظام جبائي تدفع على اساسه عينة تمثل نسبة من المحصول من الراضي الزراعية } واستخدمو الدوراة الزراعية و التسميد من فضلات الحيونات و من الرماد و استعملو التلقيح و التطعيم اذى كل ذلك الى نمو الانتاج الزراعي و تنوع محاصيله
التطور الاجتماعي
التطورات في البنيات القتصادية انعكس سلبا و ابجابا على البنيات الاجتماعية :
تنوعت العناصر التي تشكل منها المجتمع الاسلامي في بلاد المشرق :
ااتجهت كثير من القبائل للانخرط في سلك الجندية قصد القيام بالفتوحات فانتقلت من موطنها الاصلي بشبه الجزيرة العربية نحو البلاد المفتوحة و تزوجت و اندمجت مع سكانها الاصلين – ساعدت الفتوحات على دخول عناصر بشرية مختلفة الاصول في الاسلام و كانت منتوهة في اصولها الاجتماعية و اللغوية و الثقافية و الدينية – وكان الرقيق اغلبهم من الخدم و اسرى الحروب و الجواري يحسن الغناء و الرقص
انطبع المجتمع الاسلامي بالتعايش و التسامح بين المسلمين و اهل الكتاب :
وهكذا بلغت الامبراطورية الاسلامية في العصر الوسيط المبكر قمة اوجه الاقتصاد بتحوله من اقتصاد وحيد يعتمد على الفلاحة الى اقتصاد متكامل هيمنت فيه التجارة و اسهمت في نمو الفلاحة و الصناعة و طرات تغيرات مهمة على طبيعة المجتمع الاسلامي الذي استطاع تحقيق التعايش و التسامح بين عناصره على الرغم من التنوع الكبير لشرائحه
الحضارة الاسلامية الثقافة والفن و العمران
اسهمت العقيدة و الاحتكاك بالثقافات الاخرى ودور العلم و النم التعليمية في تنشيط الحركات الثقافية الاسلامية و مد اشعاعها
لعبت العقيدة دورا اساسيا في حث المسلمين على التماس العلم و تحصيل المعرفة و جعل الاسلام العلم فريضة على كل مسلم ورفع قدر العلماء و خاطب العقل على التفكير و الخلق و الابداع – انطلقت الحركة الفكرية في الدولة الاسلامية مند عهد الراشيديلا و مهدها امران جمع القران و تدوينه و نمو الخط العربي و انتشاره و كان المسجد باعتباره المدرسة الاولى في الاسلام قطب هده الحركة
ادت الفتوحات و توسيع المبادلات الى احتكاك المسلمين اتقافات الشعوب الاخرى – فاتصل العقل البشري بالمبادئ الزرادشتية في الفرس و المؤلفات العلمية للاغريق و التامل الفكري و الجدل في الاندلس ولتقى في وسط اسيا بالبودية وما بلغته الحصارة الصينية من تقدم العلمي و احتكى بالفسفة الهندية
ولنشر هده المعرفة عملو على نشر المكتبات في معظم المدن - وتجلى اهتمام الخلفاء بالعلم في شخص المامون الذي كان يذفع لكل من ياتيه بكتاب جديد ثقل وزن الكتاب وزنه ذهبا كما ساهم استخدام الورق و اقامة مصانع لصنعها نشر المعرفة فاقامو مجموعة من لمراكز لنقل العلم التي تطورت من المساجد الى الكتاتيب و المدارس النظامية الى مجالس العلم الخاصة و المكتبات المستقلة و كانت تدرس العلوم الدينية الى جانب الرياضيات و الفلسفة و الفلك و الكيمياء و التاريخ و الادب و الموسيقى و تتوفر على مدرسين و كتب و ادوات – وكان للمسلمين سبق في مجال التعليم الجامعي بانشاء الجامعات بالمراكز الكبرى اهمها جامعة الازهر بالقاهرة
كانت حركة الترجمة و التاليف منطقا لنشاط صقافي غزير :
اسهمت عدة شعوب في تغدية النواحي العلمية بشكل فعال و عمل المامزن على تقوية حركة الترجمة فاسس بيت الحكمة التي ضمت المترجمين و مرصدا فلكيا و غرف للنسخ و نقلو الىاللغة العربية مجموعة من العلوم كالفلسفة و الطب و الرياضيات و الادب و اخد افضل ماعند اليونان و الفرس و الهند و قامو بدراسته و قد تلى عهد الترجمة قيام نتاج ثقافي اسلامي مستقل
ادى بروز مجمعة من المشاكل الجديدة التي لم ينص عليها النص القراني الى ضرورة الاعتماد اكتساب المعرفة على العقل الذي يرمي الى البحث عن الحقيقة بالاستدلال و القياس و الاستنباط لمواكبة التطورات و التحم العقل بالنقل في امور الدين
وتطورت العلوم اللغوية ووصع اصولها وقواعدها حيث وضع ابو اسود الداؤلي مبادئ النحو التي اتاحت للمسلمين من غير العرب عدم تحريف لبقران فوضع الخليل بي احمد الفراهيدي معجما عربيا سماه كتاب العين { و الدي رتب الحروف حسب مخارجها من الحلق ثم الحنك ثم الاضراس ثم الشفة فالحروف الهوائية } – اما تلميده سيبويه فقد الف اول كتاب في النحو سماه كتاب سيبويه و تصحيح اللغة
في مجال العلوم الرياضية والفلكية
تطلب لتنفيد احكام الزكاة و الجزية و الخراج و تقسيم الارت اهتمام المسلمين للعلوم الرياضية فاضافو الىما اخدوه عن اليونان و الهنود في الرياضيات حقائق علمية جوهرية و ادخل المسلمون على الارقام النطتم العشري و هو حساب تم التوصل اليه باستعمال الصفر و الترقيم الموضعي – واهتدوا الى علم الجبر على يد محمد بي موسى الخوارزمي الذي الف اقدم كتاب الجبر و المقابلة و عرفو المتوالية الحسابية و الهندسية و قوانين لاستخراج الجدور التربيعية و توصلو الىحل معادلة من الدرجة الثانية بطريقة هندسية و استعملو الهندسة في مجال تحديد المساحة و انشاء الطواحين و اعمال الزخرفة
و نمى علم الفلك لاهميته عند المسلمين في تحديد مواعيد الصلاة و القبلة و ضبط التقويم القمري و استخدمو فيه الات الفلكية كالزيج { جدول فلكي مبني على المرصد يستخدم في الجغرفيا و التقويم و احيانا في التنجيم } و الاصطرلاب و بدلك تمكنو من رصد الكواكب و النجوم و حركات الكسوف و الخسوف و تحديد موعد الاعتدالين و التحديد الدقيق لخطوط الطول و العرض
برع المسلمون في الطب كطب العيون كما حددو عدة وصفات لعديد من الامراض كالجدري و الحصبة و الامراض النفسية و نجحو في وقف النزيف الدموي و ركبو العديد من الوصفات – وبرعو في الجراحة و كانوا ول من اكتشف وساءل التخديدر – و السبق في الصيدلة و مخازن الادوية و لمع في هذا الحقل { علي بن عيسى طبيب العيون الذي اعتمده المدارس الاوربية حتى القرن 18 م و ابوبكر محمد الرازي الدي خلف 229 كتابا في الطب – وابن سينا واضع كتاب القانون الجامع لشؤن الطب و الصيدلة
في الكميتء جابر بن حيان وصفا عملية تحضير الفولاد و تصفية المعادن و صبغ الاقمشة و كيفية حماية الحديد من الصدا –
علم البصريات اشتغلو بالعدسات و كتبو حول الضوء و المريا اهمهم البيروني و ابو الحين الهيثم
برزت مظاهر فنون العمارة و الزخرفة في بناء المساجد و المساكن :
نشا فن العمارة في المساجد فكانت تجمع بين التانة و الجمال و الزخرفة{ المسجد النبوي بدمشق } ثم دور الامارة ثم توسعت لتشمل مدن جديدة – واستعملو عدة فنون في البناء كالرسم و النقش و كان لتحريم التصوير اثر عند الفنان المسلم و الذي استبدله بالاشكال الهندسية و استعمال الفسيفساء و الخشب المحفور
هكدا قاد المسلمون حركة ثقافية استقت اصولها من اللغة العربية و الدين الاسلامي و تفتحت على مختلف الثقافات و امتد اشعاعها طيلة العصر الوسيط و بلغ الفن الاسلامي مستوا علا من الدقة و الرقة والابداع و حافض على شخصية المستقلة و طابع المتميز للتعبير عن نظرته للكون و الحياة بروح اسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق